Tuesday, October 21, 2008

Syrians & Europeans see eye to eye on the threat of "Organized Islamic Extremism"

إلا أن هناك سلسلة من الوقائع والرسائل ذات الطابع الأمني ـــــ السياسي كانت عواصم أوروبية قد حرصت على إبلاغها لحكومات وجهات سياسية في المنطقة، مع حرص على وضع قيادات رسمية وسياسية في لبنان وسوريا في أجواء هذه الرسائل وفي خلفية بعض المعلومات التي ترى أوروبا أنها تمس الخط الأحمر لأمنها ومنها:
أولاً: إبلاغ فرنسا دولاً عربية عدة بأنّ علاقتها مع المملكة العربية السعودية تمر بمرحلة دقيقة. ليس هناك من أزمة بالمعنى المباشر، لكنّ التواصل الذي كان قائماً أيام الرئيس السابق جاك شيراك والثقة المتبادلة انتهت، وآخر رسالة نقلها دبلوماسي سعودي إلى قصر الإليزيه احتجاجاً على العلاقات الفرنسية ـــــ السورية ـــــ القطرية، جرى التعامل معها بشدة، وأُسمع الدبلوماسي السعودي كلاماً لم يسبق أن سمعه أحد من إدارته، بما في ذلك التعابير التي أخرجته من القصر الرئاسي الفرنسي منزعجاً، فيما كان المسؤولون الفرنسيون يشكّون في أنه سينقل بأمانة ما سمعه من أجوبة إلى قيادته.
ثانياً: أُبلغت دمشق بأن أوروبا عامة والدول المطلة على البحر المتوسط خاصة، تتفهم كل إجراء تقوم به الحكومة السورية لمواجهة ما تسمّيه أوروبا «التطرّف الإسلامي الحركي» وتقصد به مجموعات تعمل في فلك تنظيم القاعدة أو على طريقته. وقدمت فرنسا إلى سوريا كمية كبيرة من المعلومات بما في ذلك صورة عن معلومات قدمت إلى أجهزة أمنية لبنانية، لملاحقة بعض هذه المجموعات. وجرى نقاش واسع بين الفرنسيين والسوريين حول «قاعدة الشمال اللبناني» مع حديث عن اختراقات متبادلة قائمة بين هذه المجموعات وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، وهو الامر الذي تنفيه قيادة هذا الفرع، ولكن الاوروبيين يتحدثون عن نجاح عناصر من هذه المجموعات في الاستفادة من علاقة خدمات تبادلية مع فرع المعلومات للقيام بأعمال وفق الاجندة الخاصة بتلك المجموعات، على طريقة اختراق «طالبان الجديدة» لجهاز الاستخبارات في باكستان، حتى إن دبلوماسياً غربياً تحدث عن عناصر من هذه المجموعات كانت تستخدم بطاقات تسهيل مرور صادرة عن فرع المعلومات للتنقل بحرية في بعض الأماكن وحتى للخروج من أي دائرة مراقبة أو مطاردة، ويتحدث الدبلوماسي المذكور عن أن هذه الامور هي السبب الحقيقي لقرار وقف العمل بهذه البطاقات.
ثالثاً: وجود خشية ذات طابع استثنائي لدى الدول الاوروبية المطلة على المتوسط من «نشاط المجموعات المتطرفة الحركية» الموجودة في لبنان، وتضع هذه الدول وأجهزة الاستخبارات فيها سيناريوات سوداء عدة من بينها نجاح هذه المجموعات في تفخيخ مراكب والقيام بعمليات انتحارية ضد ناقلات تجارية أو سياحية أو عسكرية في .
رابعاً: مباشرة بعض العواصم الغربية ببرنامج رفع الغطاء عن مجموعات المعارضة السورية التي تموّلها السعودية، ويقول دبلوماسيون إن باريس عندما قررت استضافة الرئيس السوري بشار الأسد، بادرت إلى خطوات إجرائية ذات طابع أمني هدفت إلى عدم حصول أي نشاط لمعارضين سوريين في باريس، وصولاً إلى إبلاغ نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام بأنه أمام خيارين: إما عدم مغادرة منزله أثناء زيارة الأسد، وبالتالي التوقف عن أي نوع من المقابلات الاجتماعية والعامة، وإما مغادرة باريس قبل 24 ساعة من موعد وصول الأسد، .
خامساً: مبادرة باريس إلى إجراء إداري بخصوص السفارة الفرنسية في بيروت، لجهة التوقف عن التواصل عبرها مع القيادات اللبنانية، على أن يصار خلال هذه الفترة إلى حصر المسؤولية عن الملف اللبناني بالمدير العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان، الذي عقد اجتماعات عدة مع قيادات لبنانية من فريق المعارضة، وتمنّع عن مقابلة وفد فريق 14 آذار وأبلغ الخارجية توجيهات بعدم التعامل مع هذا الوفد على أنه يمثل كل لبنان، وصولاً إلى بدء ترتيبات خاصة لقيام العماد ميشال عون بزيارة مميزة إلى فرنسا العام المقبل، كما ترافق مع رفع مستوى التنسيق والتشاور مع حزب الله.

No comments: